أسماء الأيَّام: السبت: شِيَار، والأحد: أَوَّل، والاثنين: أَهْون، وأوْهَد، والثلاثاء: جُبَار، والأربعاء: دبُار، والخميس: مُؤْنِس، والجمعة: عَرُوبة.
واليوم في عُرْفِ عُلَماء اللغة من طلوع الشمس إلى غروبها، وقد يتوسَّع في معناه فيُراد به الدهر. واصطِلاحًا هو جزءٌ مِنَ الأسبوع والشهر والسنة، واليوم ليل ونهار مجتمعان، وقد يُستَعمَل اليوم اسمًا للنهار خاصَّة. ومبدأ اليوم من وقت غروب الشمس، إلى ابتداء الغروب التالي له، فالليل سابقٌ للنهار عند العرب، فاليوم بليلته من لدن غروب الشمس عن الأفق.
لهذا السبب غلَّبت العرب الليالي على الأيَّام في التأريخ؛ "لأنَّ ليلة الشهر سبَقتْ يومَه، ولم يلدها وولدته، ولأنَّ الأهلَّة لليالي دون الأيَّام، وفيها دخول الشهر، والعرب تستَعمِل الليل في الأشياء التي يُشارِكه فيها النهار، فيقولون: أدرَكنِي الليل بموضع كذا، وصُمنَا عشرًا من شهر رمضان، وإنما الصوم للأيَّام، ولكنَّهم أجازوه إذ كان الليل أوَّل شهر رمضان"[1].
الأسبوع: يقسم الشهر أربعًا، كل قسم منها أسبوع، والأسبوع سبعة أيام، وتُعزَى فكرة هذا التقسيم إلى البابليِّين، ولكن ضبط الأسابيع وتتابعها على النحو المعروف حتى اليوم هو نِظامٌ ظهَر بعدَهم بأمدٍ، وقد ذُكِر الأسبوع "شبوعة" Shabu'a في التوراة، في سفر التكوين، وعلى أساس الجمع بين السبت اليهودي وقصة الخلق، نظم الأسبوع بحسب العرف الشائع اليوم.
الغرر: قسَّم الجاهليون الشهر إلى عشرة أقسام، يتألَّف كلُّ قسم منها من ثلاث ليالٍ، هي: غرر، والغرر: ثلاث ليال من أوَّل كلِّ شهر، وغرَّة الشهر ليلة استهلال القمر[2]، وذكَر بعضُ أهل الأخبار أنَّ العرب كانت "تُسمِّي الثلاث الأولى من ليالي الشهر، فتقول: ثلاث غرر، والثلاث التي تَلِيها ثلاث سَمَر، والثلاث التي تَلِيها ثلاث زهر، والثلاث التي تَلِيها ثلاث درر، والثلاث التي تَلِيها ثلاث قمر، وثلاث بيض.
وتقول في النصف الثاني من الشهر في الثلاث الأول ثلاث درع، وفي الثلاث التي تَلِيها ثلاث ظلم، وفي الثلاث التي تَلِيها ثلاث حناديس، وفي الثلاث التي تَلِيها ثلاث دواري، وفي الثلاث التي تَلِيها ثلاث محاق.
وقيل: إنَّه يُقال لليالي الشهر: ثلاث هلل، وثلاث قمر، وست نقل، وثلاث بيض، وثلاث درع، وثلاث بهم، وست حناديس، وليلتان داريتان، وليلة محاق.
أسماء الشهور: المُؤْتَمِر: وهو المحرَّم، وناجِر: صفر، وخَوَّان: شهر ربيع الأول، بصَان: ربيع الآخر، الحَنِين: جمادى الأولى، رِنة، وربَّى: جمادى الآخرة، الأَصَمُّ: رجب، عادل: شعبان، ناتِق: رمضان، وَعِل: شوَّال، هُوَاع، ووَرْنَة: ذُو القعدة، بُرَك: ذو الحجة[3].
وقال ابن خالوَيْه: اختلف في جمادى الآخرة فقال قُطْرب وابن الأنباري وابن دُرَيد: هو رُبَّى بالباء، وقال أبو عمر الزاهد: هذا تصحيف إنما هو رُنَّى، وقال أبو موسى الحامض: رِنَة، وقال القالي: في "المقصور والممدود": قال ابنُ الكلبي: كانت عاد تسمِّي جمادى الأولى: رُنَّى، وجمادى الآخرة: حَنِينًا.
أقسام السنة: قسَّم العربُ في الجاهليَّة شهور السنة إلى قسمَيْن: أشهر اعتياديَّة هي ثمانية شهور، وأشهر أربعة حرم مقدسة خصَّت بآلهتهم، لا يجوز فيها قتالٌ ولا بغيٌ ولا انتهاكٌ لحرمات، وكانوا يُقاتِلون في الأشهر الثمانية يغزو بعضهم بعضًا، ويغير بعضُهم على بعض، ثم يتوقَّفون عن القتال في الأشهر الحرم الباقيَّة.
والأشهر الحرم هي أربعة: ثلاث متواليات سرد، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وشهر منفرد هو شهر "رجب"، فهي ثلث السنة، وكان الجاهليون يعظمونها، ولا يستَبِيحون القتال فيها، حتى إنَّ الرجل يلقى فيها قاتل أبيه وأخيه فلا يهيجه، استِعظامًا لِحُرمة هذه الأشهر التي هي هدنة، تستَرِيح فيها القبائل فتنصرف إلى الكيل والذهاب إلى الأسواق وهي آمنةٌ مستقرَّة لا تخشى اعتداءً ولا هجومًا مفاجئًا.
وتحريم هذه الأشهر ضرورةٌ من الضرورات استوجبَتْها طبيعة الحياة في البادية؛ فأهل البادية بما هم فيه من فقرٍ وضنكِ عيشٍ، يَتنافَسون فيما بينهم ويَتقاتَلون على الكلأ والماء وعلى أخْذ حقِّ المرور من القَوافِل وعلى الغزو والغارات يعيشون، وحياة عاصفة هذا شأنها لا بُدَّ لها من فترةٍ تستَرِيح فيها، وتمتار فيها، وتصفِّي فيها حسابها بدفْع أثمان الديات بهدوء، وبتسوية المشكلات بالمساوَمة والمفاوَضة، وتلك الفترة هي الأشهر الحرم[4].
• الشهور المستعملة حين ظهور الإسلام: المحرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الثاني، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة.
قيل: إنَّ أسماءها وُضِعتْ على هذه الصورة باتِّفاقٍ حال وقعَتْ في كلِّ شهر منها، فسُمِّي الشهر بها عند ابتداء الوَضْع، وذكَرُوا التعليل الذي روَوْه عن كلِّ تسمية، وذكَرُوا أيضًا أنَّ أوَّل مَن سمَّاها بهذه الأسماء هو كلاب بن مرَّة، ومن هذه الشهور أربعة حرم لا يجوز فيها غزوٌ ولا قتالٌ.
قال الطبري: "وكان المشركون يُسمُّون الأشهر: ذو الحجة، والمحرم، وصفر، وربيع، وربيع، وجمادى، وجمادى، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة"[5].
ومن أسماء الشهور ما هو تكرار للاسم الواحد، وهي ربيع الأول وربيع الثاني وجمادى الأولى وجمادى الآخرة، ومجموعها أربعة أشهر، فهي ثلث السنة إذًا، وتقع في النصف الأول من السنة وعلى التوالي، تليها أشهر مفردة، ثم شهران يبتَدِئ اسماها المركَّبان بكلمة "ذو"، وهما: ذو العقدة وذو الحجة، وهما آخِر شهور السنة، ويُروَى أنَّ الاسم القديم للمحرم هو صفر الأول فتصبح الأشهر المكونة للنصف الأول من السنة أشهرًا مزدوجة تتألَّف من ثلاثة أزواج، هي: صفران ورَبيعان وجماديان.
وأسماء الشهور في الجاهليَّة لا تُشبِه أسماء الشهور البابليَّة ولا الشهور السريانيَّة والعبرانيَّة، ولا أسماء الشهور العربيَّة الجنوبيَّة على اختلافها[6].
وقد انتَبَه عُلَماء العربيَّة إلى أنَّ أسماء بعض الأشهر التي استُعمِلت في الإسلام مثل رمضان، لا تنطَبِق مع المعاني التي تُفهَم منها، فرمضان من الرمض، وهو الحرُّ الشديد؛ ممَّا يدلُّ على أنه من أشهر الصيف، بينما هو شهر متنقِّل، يأتي في كلِّ المواسم، ويظهر من تفسير أسماء بعض الأشهر وتعليلها أنَّ لتسمياتها علاقة بالمواسم وبالعَوارِض الطبيعيَّة الجويَّة؛ مثل: البرد والحر والاعتدال في الجو، وأنَّ مسمياتها - أي: الشُّهور المسمَّاة بها - كانت شهورًا ثابتةً في الأصل، لكن اتباع المسلمين التقويم القمري دعا إلى تحرُّك الشهور وتنقُّلها في الفصول، لكون الشُّهور القمريَّة غير ثابتة على نمط الشُّهور الشمسيَّة.
بداية السنة في الجاهليَّة بالشهر المحرَّم؛ لذا أُبقِي عليه بعد الإسلام أوَّل السنة من التقويم الهجري، مع العلم أنَّ هجرة الرسول إلى المدينة لم تكن في شهر "محرم" حتى يكون الشهر الأوَّل من السنة الهجريَّة لهذه المناسبة؛ "إذ كانت الهجرة في شهر ربيع الأول، وأرخ بها؛ لذلك يكون الابتداء بشهر محرم هو إقرار لما كان عليه الجاهليون من ابتدائهم بـ"محرم"، مبدءًا لشهور السنة"[7].
.